داليا كبار الشخصيات
عدد المساهمات : 119 تاريخ التسجيل : 11/12/2011
| موضوع: أخطاء يقع فيها البعض في رمضان_2 الأحد يوليو 22, 2012 10:01 pm | |
| ومـن الأخـطـاء الخـاصـة بالـصـيـام
السفر للخارج للمعصية قبل حلول شهر رمضان.
السفر إلى بلاد الكفر، لطلب الزنا والخنا والغناء والفجور والخمور والانحلال، حرام لا يجوز، ونسي هؤلاء أن الله لهم بالمرصاد، ونسوا أن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته، ونسوا أن الأعمال بالخواتيم،
"والسفر المحرم ليس مبيحا للقصر والفطر لأن سفر المعصية لا تناسبه الرخصة ,وبعض أهل العلم لا يفرق بين سفر المعصية وسفر الطاعة لعموم الأدلة والعلم عند الله" . [ الشيخ محمد بن عثيمين]
وقد أجمع العلماء على الفطر في سفر الطاعة ، كالحج والجهاد ، وصلة الرحم ، ورجحوا الفطر في سفر التجارات والمباحات ،
أما سفر المعصية فقد ذهب المالكية والشافعية والحنابلة إلى أنه لابد في السفر أن يكون مباحًا
.فليس لمن سافر سفر معصية أن يقصر الرباعية أو أن يفطر في رمضان أو يمسح على الخفين أكثر من يوم وليلة ، ونحو ذلك من أحكام السفر.
والسفر إلى بلاد الكفر لا يجوز إلا بثلاثة شروط:
1- أن يكون عنده دين يحميه من الشهوة.
2- أن يكون عنده علم يحميه من الشبهة.
3- أن تدعو الحاجة لهذا السفر.
والواجب على كل مسلم أن يستبدل سفره إلى بلاد المعصية بالسفر إلى بلاد الطاعة، كالسفر إلى مكة المكرمة لأداء العمرة، فإن العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، وإن الصلاة الواحدة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة في غيره، أو السفر إلى المسجد النبوي فإن الصلاة فيه بألف صلاة في غيره
تعمد السفر خلال الشهر من أجل التمتع برخصة الإفطار.
فمن الناس من يتعمد السفر المباح كصلة الرحم وغيرها في شهر رمضان من أجل التملص من الصيام فهذا يعتبر من التحايل و التهرب من الأحكام الشرعية بحجة أن "الدين يسر"
ونقول لهؤلاء اللهَ اللهَ في صيامكم، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كان هجرته إلى الله ورسوله فهجرته لله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه» متفق عليه.
فالنية الفاسدة هي النية التي أصل عقدها ومنشئها وبدايتها لغير الله أو أن صاحبها غير نيته بعد أن كانت صالحة وصرفها عن أصلها .
والنية ليست قول القائل: «نويت فعل كذا» بل هو انبعاث القلب و الْأَعْمَالُ بِحَسَبِ مَا نَوَاهُ الْعَامِلُ, أَيْ : بِحَسَبِ مَنْوِيِّهِ, وَلِهَذَا قَالَ فِي تَمَامِهِ: «فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ, فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ»؛ فَذَكَرَ مَا يَنْوِيهِ الْعَامِلُ وَيُرِيدُهُ بِعَمَلِهِ وَهُوَ الْغَايَةُ الْمَطْلُوبَةُ لَهُ
والله عز وجل مطلع على السرائر وما تخفي الأنفس، لا ينظر إلى الصور، وما ملكت اليد؛ فهو صاحب الفضل ومسدي النعم، ولكنه ينظر إلى ما في داخل الصدور من الإيمان به والتصديق برسالاته والعمل بمقتضى ذلك. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» رواه مسلم
ومن شروط السفر ألا يقصد التحايل على الفطر، فإن قصد ذلك فالفطر عليه حرام والصيام واجب عليه حينئذٍ.
تضييع الأوقات في معصية الله:
ـ فمن الناس مَن يجلس طوال نهار رمضان أمام التلفاز، ثم يتابع بعد الإفطار إلى قبل طلوع الفجر، فضيَّع نهاره وليله في مشاهدة ما يندى له الجبين، من مناظر خليعة، أو سماع ما حرَّم الله من غناء أو طرب.
فعجباً لهؤلاء الذين يصومون عن الحلال من طعام وشراب وجماع، ثم يقعون ويفطرون على الحرام وصدق الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال كما عند الطبراني في "الكبير":
"رب صائم ليس من صيامه إلا الجوع والعطش" (صحيح الجامع:3490)
ـ وهناك من يضيِّع الأوقات في المسامرة والمحادثة مع الآخرين
وربما وقع في غيبة أو نميمة، ونسي هذا المسكين قول رب العالمين:
{وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} [الحجرات:12]
ونسوا كذلك قول الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم والحديث عن البخاري:
"مَن لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه"
فإلى الذين يُضيِّعون الأوقات في معصية رب الأرض والسماوات، أذكرهم بحديث خير البريَّات:
"رَغِمَ أنفُ رجلٍ ذكرتُ عنده فلم يُصَلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يُغفر له، ورَغِمَ أنفُ رجل أدرك عنده أبَواهُ الكِبَر فلم يُدْخلاهُ الجنة" (أخرجه الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه) (صحيح الجامع: 3510)
وفي رواية أخرى عند الطبراني من حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أتاني جبريل، فقال: يا محمدُ. مَن أدرك أحدَ والديهِ فمات فدخل النار فأبعدَه الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين، قال: يا محمد. مَن أدرك
شهرَ رمضانَ فماتَ ولم يُغفَر له فأُدخلَ النارَ فأبعده الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين، قال: ومَن ذُكرتَ عنده فلم يُصلِّ عليك فماتَ فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، فقلتُ: آمين" (صحيح الترغيب والترهيب:986) (صحيح الجامع: 75 )
رَغِمَ أنفُه في الطين والتراب مَن كان رصيده في رمضان من المسلسلات وبرامج المسابقات.
فيا باغي الشر أقصر، فرمضان فرصة قد لا تتكرر لك، وموسم قد لا يُعوض،
فالبدار البدار قبل فجأة الموت، وعندها يطلب الإنسان العود لإصلاح الزاد ليوم الميعاد، ولكن يُقال له: فات.
فالصالحون تنافسوا في الخيرات، ففازوا بالحسنات، طمعاً في الجنات، وأنت أيها المسكين ما زلت أسيراً للشهوات، وعبداً للَّذات، وقلوب المتقين إلى هذا الشهر تحنُّ، ومن ألم فراقه تئنُّ، وأنت ما زلت ،
آه لو نعرف حق هذا الشهر وقدره؛ لتمنينا أن تكون السنة كلها رمضان،
ولكنها الغفلة التي ملئت قلوب الساهين اللاهين الغافلين.
فيا عُبَّاد الشهوات والشبهات، يا عُبَّاد الملاهي والمنتديات، يا عُبَّاد الشاشات والفضائيات.
ما لكم لا ترجون لله وقاراً، ولا تعرفون لشهر رمضان حلالاً أو حراماً؟!
فيا مَن أدركت رمضان، وأنت ضارب عنه صفحاً بالنسيان، هل ضمنت لنفسك الفوز والغفران؟!
أتراك اليوم تفيق من هذا الهذيان، والذل والهوان؟!
يا خيبة ويا حسرة مَن لم يخرج من رمضان إلا بالجوع والعطش، فيا مُضيع الزمان فيما ينقص الإيمان، يا معرضاً عن الأرباح، متعرضاً للخسران، يا مَن أسرف على نفسه وأتبعها الهوى، وجانب الجادة في أيامه وغوى، هاك رمضان قد أقبل فجرد فيه إيمانك، وامح به عصيانك، فهو والله نعمة كبيرة، ومنة كريمة، وفرصة وغنيمة، فهيا إلى التوبة، هيا إلى الأوبة،
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقّ} [الحديد:16]
هيا أعلنها، وقل: بلى. يا رب قد آن، بلى. يا رب قد آن.
أيها العاصي... ها هي التوبة في رمضان معروضة، ومواسم الطاعات مشهورة
فلئن أتعبتك المعاصي، وأثقلتك الذنوب، فاعلم أن لك رباً يريد منك أن تتوب:
{ وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } [النساء:27]
{وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 110]
وفي الحديث القدسي: "يا ابن آدم. إنك ما دعوتني ورجوتني؛ غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم. إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة (الترمذي)
يا لها من نعمة عليك عظيمة! أنْ أمهلك اللهُ حتى هذه اللحظة لتتوب، ولم يأمر الله أن تخطفك ملائكة الموت وأنت على عصيانك، فتُلقى في النار.
ـ الاستقامة على طاعة الله في نهار رمضان ثم التحول عنها في الليل:
اعلم أخي أن من علامات قبول العمل والتوفيق اتباع الحسنة بحسنة ومن علامات رد العمل والخذلان اتباع الحسنة سيئة، قال تعالى: { أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ } [محمد: 32]، فكما أن الحسنات يذهبن السيئات فإن السيئات يذهبن الحسنات وقد قيل: ذنب بعد توب أقبح من سبعين قبله، بكى بعض السف عند الموت، فسئل عن ذلك، فقال: «أبكي عن ليلة ما قمتها، وعلى يوم ما صمته»! الله أكبر فإذ اكان هؤلاء الأبرار يبكون ويندمون عند الموت على ترك النوافل، فما بالك وقد ضيعنا الفرائض !!
إن كثيراً من المسلمين في هذا الزمان لم يفهموا حقيقة الصيام، وظنوا أن المقصود منه هو الإمساك عن الطعام والشراب والنكاح! أمسكوا عمَّا أحل الله لهم، لكنهم أفطروا على ما حرّم الله عليهم! فأي معنى الصيام هذا الذي يقول عند أذان المغرب: ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله، ثم يشعل سيجارة، ثم في الليل يصير عبداً لشهوته، ويعكف على القنوات الفضائية، أو الشبكات العنكبوتية، أو زبوناً في الملاهي الليلية، والتجمعات الغوغائية، والخيام ـ المسماة زوراً ـ بالرمضانية، وإذا دعي إلى صلاة التراويح والقيام تعلل بالمرض والأسقام، والبرد والزكام، وغواية اللئام.
يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ في قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا} [ الفرقان:62]، قال:
مَن عجز بالليل كان له من أول النهار مستعتب، ومن عجز بالنهار كان له من الليل مستعتب. أهـ
وربُّ النهار هو ربُّ الليل، ومع هذا تجد مَن يصن نفسه عن الوقوع في المعصية والذلل في نهار رمضان، لكن مع أذان العشاء والانتهاء من صلاة التراويح إذ بالشخص نفسه يتقلب في ألوان المعاصي والذنوب، فيجلس أمام الأفلام والمسلسلات، ويستمع إلى الأغنيات، ويقف في الطرقات ينظر للغاديات، وكأن رمضان عنده هو النهار فقط، وفيه لا تُرتكب الذنوب، وتكون طاعة علاَّم الغيوب، أما إذا جنَّ الليل توقفت الطاعات، وأُحل له ما كان محرماً عليه في النهار
فنقول لهؤلاء الذين ينظرون إلى الحرام في ليالي رمضان: أهذه العين التي كانت تدمع عند قراءة القرآن في نهار رمضان؟! وإلى هؤلاء الذين يستمعون إلى الغناء ومزامير الشيطان في ليالي رمضان، أهذه الأذن التي أنصتت لكلام الرحمن في نهار رمضان؟! وإلى هؤلاء الذين يطلقون العَنان للِّسان، فيقع في الغيبة والبهتان، أأنتم الذين كنتم تقرأون القرآن، وتؤمِّنون على دعاء الإمام؟! إن هذا لشيء عُجاب.
فإلى هؤلاء نذكِّرهم بقول رب العالمين، حيث قال في كتابه الكريم:
{وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا } [النحل:92]
فلا تضيِّعوا أجوركم وثواب ما عملتم في النهار، وتكونوا كحـال هذه المرأة الخرقاء، التي كلما نسجت ثوباً جميلاً ثم مع غروب الشمس نقضته من بعد إبرام، وحتى تعلموا قيمة الليل في رمضان، اقرءوا معي كلام الحبيب العدنان صلى الله عليه وسلم حيث قال:
"مَن قام رمضان ـ والقيام لا يكون إلا في الليل ـ إيماناً واحتساباً؛ غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه"وقال صلى الله عليه وسلم كذلك: "مَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه"وقال صلى الله عليه وسلم كذلك: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدتْ الشياطين، ومردة الجن، وغُلِّقتْ أبواب النار فلم يفتح فيها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة". (أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وهو في صحيح الجامع: 759)
فرغم أنف إنسان في الطين والتراب؛ لأن حظه في رمضان كان السهر على الأفلام والمسلسلات والمسابقات، وتَرَكَ المنافسة والسباق إلى جنة عرضها السموات والأرض.
فهؤلاء فاتهم الفضل العظيم؛ لأنهم ليسوا من أرباب القيام، ولا من المجتهدين في جنح الظلام.
فالحمد الله عز وجل أن منَّ عليك بنعمة الحياة حتى أدركت هذا الزمان، ولم يقبضك على العصيان فهيا اخل بنفسك، ناجِ ربك، وأرسل دمعك، وطهِّر قلبك حتى تخرج من هذا الشهر وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك، تب إلى الله توبة نصوحاً
لكن إن أبيت إلا العصيان، وملازمة المعاصي في رمضان، فتوضأ وكبِّر على قلبك أربع تكبيرات فإنه لا قلب لك. اللهم احي قلوبنا، وثبتنا على الإيمان يا رحيم يا رحمان.
اللهم اجعل عملنا صالحاً، ولوجهك خالصاً، ووفقنا لما تحب وترضى، واحشرنا في زمرة المتقين، وألحقنا بعبادك الصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد . | |
|
محمودابوزيد المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 924 تاريخ التسجيل : 28/09/2011 العمر : 53
| |