فتاة مسلمة المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 572 تاريخ التسجيل : 28/09/2011
| موضوع: باللّــه عليكم الى متى؟ الثلاثاء يوليو 24, 2012 10:21 pm | |
|
تجرفنا دوامة الحياة ، نغرقُ في بحرها المتلاطم .
تشغلنا الزوايا عن العمق ، و المنعطفات عن الطريق .
تتوه بنا الخُطى في الزحام ، وتتبعثر في غمرة الركض والانشغال أحلامٌ وآمال .
سباقٌ محموم .. مع الزمن مع الآخرين مع الذات , لا ينتهي ولا يتوقف ولو برحيلك أو غيرك عن الميدان !.
تدوسنا عجلة الحياة بثقلها وتسارعها , فندوس بدورنا على مشاعر أهمّ وأعظم , حتى تختنق حولنا وفي دواخلنا . تسرقنا ـ في غفلة منا ـ طموحاتنا الدائمة وأهدافنا البعيدة , عن محيطنا بل حتى عن أنفسنا ! .
عجيبة هذه الدنيا ! نعشقها ، نحرص عليها , نسعى وراءها . بقدر ما نخشاها ونشكو قسوتها واستبدادها .
ننشغل بملاحقة تطلعاتنا وتحقيق رغباتنا فننفصل عن واقعنا أو نهمله , و في زحمة المسير ننسى الكثير ! الكل يتوق إلى النجاح والتميز ويبذل الجهد والعمر في ذلك ولكن .. ماهو النجاح الذي يعتقده ؟ والثمن الذي يستسهل دفعه في سبيله ؟ وحدود هذا النجاح أو ذاك الثمن .
النجاح لايعني انغماسا جشعا في مطاردة الأموال أو المناصب أو الأضواء , النجاح الحقيقي هو ما أرضى الله عنك و رضي به من حولك وكانت نفسك عنه راضية وأن تكون قد قدمت عملا نافعا مثمرا .
إذن فكل من تذكّر حقوقه وتناسى حق الله عليه وحقوق الآخرين فنجاحه منقوص منزوع اللذة والبركة أيا كان هذا النجاح المتوهم .
إن منازلنا تعاني , أسرنا تضجّ بالشكوى , علاقاتنا تحتضر . حين افتقدنا الموازنة بين مشاغلنا وواجباتنا الاجتماعية , وسمحنا لزحمة الأحداث ومتاهات الحياة أن تحاصرنا وتقيّدنا لا إراديا وتحول بيننا وبين القيام بمسؤولياتنا والإحساس بالمقربين منا .
تشكو الزوجات بُعد الأزواج وتقصيرهم , يتذمر الأبناء من واقع غياب الآباء وإهمالهم العاطفي لهم , تتضرر صلة الرحم والعلاقات الاجتماعية المختلفة , بل وقد يقف المرء نفسه مستيقظا متألما من وطأة القيود باحثا عن نفسه وأيامه التي ضاعت وسعادته التي تبددت دون أن ينتبه لها ! كل ذلك يجري في ظل موجة عاتية من إغراق الأشخاص في متطلبات العمل و مواعيده وارتباطاته , أو الانهماك في تقصي النفس لميولها وتحصيل اهتماماتها والمبالغة في ذلك بعيدا عن الروحانيات ومصادر الطمأنينة والدعة والبهجة الحقيقية .
ولعل من أخطر المشاكل التي تقف وراء ذلك هي تضييع الأولويات , وقد جاء الإسلام بمنهج فريد وشامل لإصلاح الحياة وتحقيق الرضا والفلاح للمسلم فجاءت الأولويات كأركان قوية تنطلق من قاعدة ثابتة ألا وهي حفظ الضرورات الخمس الدين والنفس والعقل والعرض والمال . ليحيا المسلم في هذه الدنيا عاملا لدنياه وآخرته , مدركا ما له وما عليه , كطرف فعّال في علاقة توافقية سامية بين الفرد والمجتمع . مهما اتسعت أمامنا رقعة الحياة فهي ضيقة , ولكنها تبقى فرصة للخير والسعادة على ألا نمكّنها من أن تنقلب حسرةً علينا وعلى من نحب ! فما أجمل أن ننتزع من أيدي الواقع الرتيب ودقات الزمن العجلى وضغوط الحياة , لحظاتا نتأمل فيها أحوالنا , نعدّل فيها مسارنا , نتواصل و نتصالح مع أحبابنا و ذواتنا , نسهم في عطاء أو بذل لمعروف , لا لنرسم ابتسامات الفرح على الشفاه وحسب بل لتنعكس إشراقات الحب و البهجة والنجاح في حنايا أرواحنا نحن . | |
|
محمودابوزيد المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 924 تاريخ التسجيل : 28/09/2011 العمر : 53
| موضوع: رد: باللّــه عليكم الى متى؟ الثلاثاء يوليو 24, 2012 10:24 pm | |
| للهم وفقني لما تحب وترضى اللهم وجهني للخير حيثما توجهت وفرج همي واغفر ذنبي واجبر كسري امين يارب تبارك الله وما شاء الله موضوع يستاهل 10000000 شكر شكرا لكم ولموضوعك الكريم المفيد | |
|
فتاة مسلمة المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 572 تاريخ التسجيل : 28/09/2011
| |
محمودابوزيد المدير العام للمنتدى
عدد المساهمات : 924 تاريخ التسجيل : 28/09/2011 العمر : 53
| موضوع: رد: باللّــه عليكم الى متى؟ الثلاثاء يوليو 24, 2012 11:35 pm | |
| | |
|